يقول صلى الله عليه
وسلم: {يا أيها الناس! اسمعوا واعقلوا واعلموا أن لله عز وجل عباداً ليسوا
بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء على منازلهم وعلى قربهم من
الله -الله أكبر! هؤلاء الناس من الآدميين، هؤلاء الناس من البشر يخبر
عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم- فقام رجل من الأعراب من قاصية الناس
وألوى بيده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! ناس من
الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وعلى
قربهم من الله؟! صفهم لنا يا رسول الله؟ فسر وجه النبي صلى الله عليه وسلم
بسؤال الأعرابي، فقال صلى الله عليه وسلم: هم ناس من أفناء الناس وموازع
القبائل لم تصل بينهم أرحامٌ متقاربة إنما تحابوا في الله وتصافوا في
الله، يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسون عليها فيجعل وجوههم
نوراً وثناياهم نوراً يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون، وهم أولياء الله
لا خوف عليهم ولا هم يحزنون }.