ضمن سلسلة الاسلام سؤال وجواب
بسم الله الرحمن الرحيم، سماحة الوالد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فإني أحبكم في الله: السؤال اختلفت الأقوال في وضع السبابة في أثناء التشهد، فهل هذا الاختلاف من اختلاف التنوع، أم هو اختلاف حقيقي، وما هو الراجح؟ وفقكم الله[1]
>أولاً: أحبك الله الذي أحببتنا له؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((سبعة يظلهم اللهم في ظله يوم لا ظل إلا ظله، إمام عادل، وشابٌ نشأ في طاعة الله، ورجل قلبه معلقٌ بالمساجد، ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجلٌ دعته امرأةٌ ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجلٌ تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه))[2] متفق على صحته.
وروى مسلم في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يقول الله يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي))[3] وثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلاً زار أخاً له في قرية، فأرصد الله له في طريقه ملكاً في صورة إنسان، فلما مرَّ عليه قال: ((أين تريد؟ قال: أريد أن أزور أخاً لي في الله في القرية الفلانية، قال: هل لك من نعمة تربّها عليه؟ قال: لا، إلا أني أحبه في الله، فقال له الملك، إني رسول الله إليك، إن الله يحبك كما أحببته))[4] فالتحاب في الله من أوثق عُرى الإيمان.
أما السبابة: فالسنة رفعها في التشهد من حين تجلس إلى أن تسلم وهي مرفوعة بانحناء قليل؛ إشارة إلى التوحيد، وتقبض الأصابع كلها، أو تقبض الخنصر والبنصر وتحلق الإبهام والوسطى، كل هذا جائز في الصلاة وهو من السنة، فعل النبي هذا وهذا، هذه هي السنة في التشهد الأول والتشهد الأخير، فرفع السبابة إشارة للتوحيد، ويحركها عند الدعاء، كما في الحديث، وعند قوله: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم...، إلخ.
لا تنسونا من دعوة في ظهر الغيب
وفقكم الله