شهد استاد القاهرة ليلة أول أمس مشهداً من أحقر المشاهد على المستوى الأخلاقي عندما قام الغوغاء بالتشويش على السلام الوطني قبل إنطلاق مباراة فريقهم الأحمر مع فريق إنبي وهي المرة الثانية على التوالي التي ترتكب فيها هذه الفئة الموتورة هذا الفعل المشين .. ولأن هذه الفئة مصابة بالهوس والتخلف فالأهلي أصبح عندها أهم من الوطن .. ولمالا وإعلامهم الداعر قد غير إنشودة الوطن للعملاق سيد درويش من :
"قوم يامصري مصر دايماً بتناديك .. خد بنصري نصري دين واجب عليك" .. إلى: "قوم ياأهلي شوف ولادك والجنود .. شوف كتايبك شوف جنودك والحشود" وأصبح هناك قناة تليفزيونية تفتح برامجها بنشيد بلدهم الجديد وتعزفه في الختام دون غيرة أو نخوة من أي مسئول ليتدخل ويوقف هذا الهزل ، فضاعت قيمة الوطن ونشيده وأصبح الأهلي دولة لها نشيد داخل الدولة مثل الفاتيكان في إيطاليا ، ولكنها دولة فساد كبيرة .. وإذا كانت كرة القدم كذلك فلتذهب إلى الجحيم .. وليخرج هؤلاء من تحت سماء هذا الوطن ليدخلوا تحت سماء وطنهم الجديد المليء بالفساد ، ويبقى الوطن شامخاً عزيزاً على قلوب الشرفاء من أبنائه .
لم تنتهي الصورة الحقيرة عند هذا المشهد بل إكتملت أركانها بحكم متواطئ وظالم يسير على درب أبيه ومن المؤكد أن (من شابه أباه فما ظلم ).. ولم يتردد في ذبح فريق إنبي المحترم رغم تخاذل نجمه وليد سليمان الذي تم تنويمه بوعود ماركة عدلي القيعي قبيل المباراة فادعى الإصابة بين شوطيها وطلب التغيير ، أما الأداء التحكيمي الفاجر فيكفي أن أنقل إليكم شهادة خبراء التحكيم والحكم الدولي عصام عبدالفتاح الذي أكد أن لفريق إنبي مايلي:
ضربة جزاء صحيحة لم تحتسب ـ هدف صحيح ملغي ـ تسللين "إنفرادات" بالخطأ لصالح إنبي ـ طرد مباشر لـ شريف عبدالفضيل مرتين "ومع ذلك لم ينذر حتى" ـ لمسات يد لـ سيد معوض وأحمد السيد دون إحتساب أخطاء عليهم ـ إحتساب أخطاء عكسية بالجملة على فريق إنبي .
تخيل عزيزي القارئ كل هذا الكم من التواطئ ويُطلب منك أن لا تشكك في ذمة الحكام أوتتهمهم بالرشوة ، فإذ لم يكن الأمر كذلك فما السبب الذي يجعل الحكم يتواطئ بهذه الطريقة المقيتة ؟ وأرجوك أن لاتقنعني بأن ذلك بسبب تعصبه للفريق الأحمر فحسب.
وعندما تحدث كل هذه التجاوزات التحكيمية فلابد أن يستهويك معرفة رأي حلاق الصحة "عديم الرجولة" والذي إنشغل أمس بتقييم أداء لاعبي الأحمر في المباراة رغم فوزهم بظلم تحكيمي فج ونسى عشقه الأبدي للتقطيع في الحكام ، على عكس مايحدث منه عندما يفوز الزمالك بأداء راقي فيذهب سريعاً إلى التقطيع في الحكام ويبتعد عن تقييم الآداء ، ولايتردد أبداً في الإساءة إلى كل ماهو زملكاوي على مرأى ومسمع المنبطحين من أبناء هذا النادي .
ولأن الصورة كانت بكاملها قبيحة فلم تخلو من تدني وإنحطاط المخرج القزم الذي أبى دوماً أن يكون محترماً ومحايداً فرفض إعادة أية لعبة تدين لاعبي الأحمر وأبرزها ضربة الجزاء الصحيحة مائة في المائة ، وأنا متأكد عزيزي القارئ أنك لو سألته لن يتردد أن يقسم لك بأغلظ الأيمان أنه لم يقصد لأنه ليس مشجع درجة ثالثة متعصب فقط بل جاهل وكذاب ، وقد تأكد كذبه منذ أيام عندما تناقلت كل المواقع الإلكترونية مكالمته وهو يقسم بأغلظ الأيمان بأنه لن يتصالح مع شوبير مدى حياته بعدما مسح الأخير بكرامة "أهله" أرض أستوديو القناة التي يعمل بها (حسب قوله) ثم عاد واعتذر لشوبير على الهواء بعدما أعطاه شوبير درساً آخر في كيفية تحدث العاهرات عن الفضيلة مشيراً إليه بهذه الصفة.
وبعد أن أسدل الستار على هذه المشاهد المقززة باتت مصر ليلة هادئة .. وعاد الحكم ممتلئ الجيوب مسروراً إلى بيته .. وعادت الجحافل من مدرجات استاد القاهرة منتشين بالفوز الظالم المزور الذي يجعل كل من لديه ذرة إحساس وكرامة لايتردد في أن يتوارى خجلاً .. ولكنهم إعتادوا الفرح ببطولات ماركة عوض السعدي ومحمد حسام وعبدالرؤوف عبدالعزيز ومحمود عثمان والقائمة طويلة حتى وصلنا إلى إبن محمود عثمان (سمير) وإبن عبدالرؤوف عبدالعزيز (ياسر) ومحمد فاروق وفهيم عمر ، مع التأكيد على أن ثلاثة أرباع بطولات الأحمر هي من نفس الماركة "الحرام" .
وقد سبق وحذرت كثيراً من هذه الأسماء المشبوهه في مقالات سابقة لكن دون جدوى ، بعد أن تراجعت إدارة نادي الزمالك "المعينة" عن طلب حكام أجانب عادلين ، وتمت معاقبة جماهير النادي على الفور فتغاضى محمد فاروق عن إحتساب أكثر من ركلة جزاء صحيحة للزمالك في مباراته الأخيرة أمام طلائع الجيش وخسر نقطتين وبعدها سرق ياسر عبدالرؤوف ثلاث نقاط للأهلي أمام إنبي ليعاقب الزمالك بفقدان خمس نقاط في سباق الدوري مع أول عودة للتحكيم المشبوه والغير مرغوب فيه من كل فرق الدوري عدا الأحمر .
بعد ما سبق يتبقي سؤالاً يفرض نفسه : آين شباب ثورة يناير التي جاءت للقضاء على الفساد ونادت بالكرامة والعدالة ؟ آين هم من ذيول الفساد التي مازالت قابعة على أنفاسنا ؟ ألم يكن حسن صقر وأعوانه في المجلس القومي للرياضة ، وحسن حمدي وأتباعه في النادي الأهلي والوكالة ، وسمير زاهر وزملائه ولجانه في إتحاد الكرة هم ذيول للنظام البائد ؟ ألم يكن 90% من الإعلام الرياضي هم فلول للحزب الوطني وأكبر مروجي لسياساته وخطته في التوريث أيام الرئيس المخلوع ؟ ياسادة إن الذيول أخطر على هذا البلد من الرؤوس ، ولن تقوم للرياضة قائمة إلا بتطهيرها من هذه الوجوه مثلها مثل باقي قطاعات الدولة إن لم تكن أهمها ، واعلموا أن رهان حسن حمدي على دوري هذا العام "بالذات" وقتاله على عدم تطبيق بند الثماني سنوات ماهو إلا محاولة منه في الإحتماء بالجماهير (التي تشوش على السلام الوطني) والاستقواء بهم في وجه البيانات المتلاحقة من صحفيو الأهرام والمطالبة بسرعة التحقيق معه على خلفية إهدار المليارات من المال العام .
آخر الكلام :
منذ أكثر من ثلاث سنوات وعمرو ذكي إما مصاب ويبحث عن إعارة أو مصاب ويعالج ليلعب مع المنتخب أو معار خارجياً ثم يعود ويصاب ليبحث من جديد عن الإحتراف أو الإعارة ، فمتى يحترف حتى يستفيد منه النادي ولو مالياً