ثورتنا المجيدة تهدف إلى الرقى نحو
مستقبل أفضل لمجتمع ظُلم كثيراً تحت وطأة نظام فاسد، وللأسف هناك كثيرون
يعتقدون أن الثورة جاءت من أجل سقوط مبارك ونظامه فقط وهم مخطئون، الثورة
جاءت من أجل العدل والعدالة الاجتماعية.. جاءت لتصحح الأوضاع.. جاءت
لتدفع مصر إلى الأمام لنواكب التقدم، لتكون مصر فى المقدمة، فنحن بمواردنا
الطبيعية والبشرية، مكاننا ضمن السبعة العظماء! فمصر ليست أقل من تركيا
وماليزيا ودول أخرى تقدمت فى سنوات معدودة، ونحن مازلنا نعانى من الفقر
والتخلف والجهل!! هل هذا مكاننا يا أبناء الفراعنة، يا أصحاب أعظم حضارة فى التاريخ؟! هل من المعقول أن نظل دولة نامية؟ طبعاً
لا.. اطمئنى يا مصر، فأولادك لن يسمحوا بأن تتم إهانتك مرة أخرى، سيرفعون
رايتك خفاقة بين كل دول العالم، فهذا الجيل هو أعظم أجيال مصر منذ عقود
كثيرة، ونقول للمتربصين بالثورة: نحن نريد أن نبنى ونعمر لا نهدم،
فالأوضاع سيئة الآن، وهذا ثمن بخس فى مقابل إرساء مبادئ العدالة بين جميع
أطياف المجتمع.. الأوضاع السيئة أمر طبيعى الآن، لأننا نرتب البيت من
جديد، وهذا يلزمه بعض الوقت.. لا تقلق يا أخى فمصر تتقدم، لكن
بمساعدتك.. مصر تنتظر منك الكثير.. حاول أن تتخلص من سلبياتك وابحث عن
إيجابياتك، فمازال بعض رجال الأعمال وبعض رجال السلطة التنفيذية يتصورون
أننا هنا فى شرم من راكبى موجة الثورة!! ونقول لهم: لسنا من راكبى
الموجة بل نحن الموجة نفسها.. لا نريد أن نأخذ حقاً ليس من حقنا.. لا نريد
انتقاماً من أحد.. نريد أن نحيا ونعيش عيشة كريمة نحن وأولادنا.. نريد أن
نعيش فى مجتمع منظم، وليس عشوائياً، يعطى الحقوق لأصحابها بأسس عادلة تسير
عليها البلاد، فلن نتقدم وهناك ظلم.. الآن كل منا مسؤول مسؤولية كاملة نحو
الوطن، فلن نتقدم ومنا من يفضل المصلحة الشخصية على المصلحة العامة، فذلك
أكبر خطأ. لو أن كلاً منا بحث عن المصلحة العامة، بالتأكيد سوف تعود عليه،
والخير سيعم الجميع.. أليس هذا أفضل؟ نريد للجميع أن يربح، لكن ليس
على حساب دماء الآخرين.. نريد أن تسود المحبة بين الجميع فهذه أخلاق
الثوار، وأفتخر بأننى منهم! وأتمنى أن يعى الجميع هذه الكلمات البسيطة
النابعة من القلب.. ساعدوا الشباب فهم السلاح الاستراتيجى للبلاد، لكى
يحافظوا عليها، ولنتقدم سوياً نحو مستقبل مشرق بإذن الله.