كان والدى لطفى هابيل، المحامى، صديقاً
لحسن الهضيبى - رحمة الله عليهما - فى كلية الحقوق، جامعة فؤاد الأول،
وبعد حصولهما على الليسانس عمل والدى بالمحاماة فى محافظته أسيوط، واشتغل
الثانى بالقضاء، وعندما أصبح المستشار «الهضيبى» مرشداً للإخوان جاء إلى
أسيوط ليعقد أحد المؤتمرات، وبعد انتهاء المؤتمر قام والدى وهو مسيحى قبطى
بدعوته للعشاء بمنزلنا نظراً للزمالة والصداقة بينهما، وكواجب الضيافة
ببلدتنا.. وبعد تناول العشاء انصرف المستشار «الهضيبى» ومن معه،
وفوجئنا بزوار الفجر يهجمون على المنزل، ويقومون بتفتيشه، وتدمير المكتبة
القانونية الخاصة بأبى، ثم اصطحبوه إلى المعتقل!! كانت والدتى حاملاً فى
الشهر التاسع، وعند مشاهدتها لهذا المنظر انفعلت وقامت بولادة مولودها قبل
الأوان!! وعندما ذهبنا إلى والدى للاطمئنان عليه طلبنا منه تسمية المولود فقال سموه «ياسر» علشان أكيدهم وهو اسم أول شهيد فى الإسلام!! وظل
والدى فى المعتقل حتى تدخل نقيب المحامين فى هذا الوقت ليثبت أنه مسيحى
بعد طول معاناة وألم (يراجع فى ذلك كتاب القطب الإخوانى محمد عثمان
إسماعيل، محافظ أسيوط السابق، بعنوان (نشأة الجماعات الإسلامية)».. ظل
هذا الاعتقال يطاردنا حتى الجيل الثالث، عندما تقدم ابنى الوحيد الحاصل
على ليسانس حقوق بتقدير جيد مرتفع لمسابقة النيابة العامة عام ٢٠٠٦ ووصوله
إلى المرحلة النهائية، وتم الاتصال به من إدارة النيابات للتأكد من
العنوان والتليفون، ثم فوجئنا بتخطيه فى آخر لحظة!! وقمنا بعمل تظلم، وقلنا: إن سبب عدم قبوله يرجع لأنه مسيحى!!، وكانت المفاجأة المدوية أن سبب الرفض هو انتماء جده المسيحى للإخوان المسلمين!! ما رأيكم دام فضلكم؟!سامح لطفى هابي